عندما العثمانيين غزو
أوروبا و وصلوا في زحفهم غربا إلى أسوار فيينا , عاصمة النمسا الحالية ,
فاستعصت عليهم لعظم وحصانة أسوارها وطال أمد الحصار دون جدوى , فكان أن فكر
الفاتحون العثمانيون في طريقة أخرى للاستيلاء على المدينة وهي الدخول
إليها من تحت الأرض , عبر نفق يحفرونه فيتخطون عقبة سور المدينة , وبدءوا
بالتنفيذ واستمرالحفر ليلا ونهارا حتى كاد العثمانيون أن ينجحوا في خطتهم .
وحدث
مالم يكن في الحسبان , تزامن الحفر ذات ليلة مع اقترابه من مخبز المدينة
حيث كان هناك احد الخبازين النمساويين يعملا ليلا في مخبزه ليكون الخبز
جاهزا في الصباح لأهل مدينته , لاحظ ذلك الخباز وسط هداة الليلة صوتا غريبا
غير معتاد , سمع نقرا منتظما ومستقرا في باطن الأرض قريبا منه , حيث يقبع
هو في حفرته أمام فرنه المشتعل ففكر فيما عساه أن يكون ذلك النقر المستمر
في جوف الليل وفي جوف الأرض .. وقادته شكوكه إلى مخاوف كبيرة , فاستجمع
أمره وتوجه إلى حاكم المدينة فأطلعه على الأمر , حضر الحاكم ومعه الخبراء
ليستوضحوا الخبر ..
بعد الإمعان علموا بان العثمانيين يحفرون نفقا تحت
الأرض وكانت خطة الحاكم أن يتركوا العثمانيين حتى يتموا الحفرويستعد الحاكم
ومن معه ليباغتوهم عند وصولهم إلى سطح الأرض فيقوموا بالقضاء عليهم وهكذا
كان. وتم لأهل فيينا ما ارادواواستطاعوا دحر العثمانيين وكسر شوكتهم وكان
هزيمة نكراء أبيد فيها معظم الجيش العثماني وتم اسر أعداد كبيرة منهم
وتحطمت أحلامهم على أسوار فينا . وعندما أراد أهل المدينة أن يحتفلوا
بالنصر العظيم , وتكريم الرجل الذي كان له في نظرهم الفضل في الانتصار ,
ارادوا أن يكون التكريم بحجم الانتصار وأراد الخبازان يخلد مهنته وإلا
ينتهي التكريم بانتهاء المهرجان وانصراف الجميع.
أراد ان يكون التكريم
دائما ومستمرا على مر الأيام والأزمان حتى لاينسى أهل مدينته دور الخباز في
ذلك النصر الكبير , فطلب موافقة الحاكم على السماح له بصنع خبز على هيئة
الهلال , كناية عن شعار عدوهم , يلتهمه أهل المدينة يوميا ليتذكروا مع
اشراقة كل يوم أنهم يقضم الهلال رمز العثمانيين وشعارهم ..
هل عرفت أخي الحبيب ماذا تأكل كل يوم ؟؟ انه الكرواسان اللذيذ هلال وشعار الخلافة العثمانية الإسلامية
إن كلمة كرواسان باللغة الفرنسية معناها هلال..