تجددت، ظهر أمس، الاحتجاجات على الانقطاعات الكهربائية بعدة مناطق بولاية الوادي، أمام غياب أي حل من طرف السلطات المركزية والمحلية في تحسين الأوضاع.
ففي بلدية جامعة، الواقعة على بعد 120 كلم شمال غرب عاصمة الولاية، لم يحتمل المواطنون درجة الحرارة المرتفعة التي فاقت 50 درجة مئوية المتزامنة مع الانقطاعات الكهربائية المستمرة منذ أيام، فخرج العشرات منهم إلى الشوارع الرئيسية للمدينة، وقاموا بغلق الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين بسكرة وتفرت مرورا بجامعة والمغيّر.
وقد نصب المحتجون الحجارة والأخشاب وأضرموا النيران في العجلات المطاطية، وتعالت أصواتهم للمطالبة بالحق في الكهرباء. وقد شلت حركة المرور بالكامل في وجه المركبات من الوزن الثقيل والخفيف وحافلات نقل المسافرين، خصوصا المتوجهة إلى حاسي مسعود وتفرت أو القادمة منهما باتجاه ولايات الشمال. وقد لوحظ انتشار قوات التدخل السريع التي كانت في أهبة الاستعداد للتدخل وتفريق المتظاهرين.
وفي بلدية تغزوت، خرج، بعد الظهر، ولليوم الثاني على التوالي، عشرات الشباب الغاضب وأغلقوا الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين ولايتي الوادي وبسكرة؛ حيث أشعلوا العجلات المطاطية ونصبوا الحجارة والأخشاب وعطلوا حركة المرور، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم وتنظيف الطريق من طرف أعوان الحماية المدنية.
وتشهد مختلف مناطق الوادي، في الأيام الأخيرة، حركات احتجاجية ضد سونلغاز التي تلجأ، حسبهم، إلى القطع العشوائي، رغم عبور شبكة الكهرباء فوق تراب ولاية الوادي نحو ولايات الشمال انطلاقا من عاصمة التموين بالطاقة حاسي مسعود، التي تبعد فقط بنحو 260 كلم.
وقد كانت أشد الاحتجاجات في نهاية الأسبوع الماضي، حيث مست عدة أحياء من مدينة الوادي عندما تكررت الانقطاعات العشوائية للكهرباء ودون سابق إنذار، وكانت سببا في وفاة رضيع ودخول والديه في غيبوبة، حيث لجآ إلى مكيف السيارة في فترة الانقطاع الكهربائي في بيتهم، حيث تسرّب غاز السيارة التي تعمل بسيرغاز. وقد لوحظ أن العديد من المواطنين ممن عندهم مرضى وأطفال صغار، صاروا يحتمون من الحرارة بتشغيل مكيفات سياراتهم وقت الذروة حين تنقطع الكهرباء. بينما لجأ الكثيرون إلى الريف بحثا عن الرطوبة في الأحواض المائية للمزارع. كما هرب عشرات المواطنين بعائلاتهم إلى مناطق الشمال وإلى تونس حيث هواء البحر البارد. وظلت العديد من الأحياء بلا كهرباء بباتنة، في ظل درجة حرارة تتجاوز الـ40 درجة مئوية. ما ولد استياء لدى السكان عقب موجة الانقطاعات المتتالية والفجائية التي ألحقت أضرارا بالتجهيزات الإلكترومنزلية وأجهزة الإعلام الآلي. وقد مست الانقطاعات العديد من البلديات وخاصة مدينة بريكة وضواحيها. واحتج أصحاب المخابز والمرطبات على هذه الانقطاعات، والتي ألحقت بهم خسائر كبيرة.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى إحداث أزمة توزيع المياه. وظل الأطفال والمواطنون يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن أصحاب الآبار للتزود بماء الشرب.
يذكر أن ولاية باتنة استفادت من محطة ضخمة لتحويل وتوزيع الكهرباء، أنجزت بمنطقة عين جاسر لتلبية حاجيات عدة ولايات من الكهرباء، إلا أن ذلك لم يجد نفعا.
وقد تسبب انقطاع الكهرباء، أمس، في قطع سكان عدة أحياء ببريكة حركة المرور لأكثر من ساعة تزامنا مع انقطاع الكهرباء.
وببلدية سفيان، أدى ضعف المولدات الكهربائية لكثرة استهلاك الكهرباء، تزامنا مع درجة الحر، إلى انقطاعات متتالية أرّقت حياة السكان، وألحقت أضرارا بالأجهزة الكهرومنزلية وحتى المولدات المستعملة في الفلاحة.
أغلق مئات المحتجين، بعد ظهر أمس، الطرق في 3 مواقع بوسط مدينة غرداية لعدة ساعات، بعد أن حرمت عشرات الآلاف من الأسر من الكهرباء لمدة تراوحت بين ساعتين و3 ساعات، تحت درجة حرارة فاقت الـ44 درجة مئوية.
وامتدت الاحتجاجات هذه المرة إلى عدة أحياء في عاصمة ولاية غرداية، وأغلق مئات الشباب الغاضبين الطريق في حي عين لوبو ومدخل حي شعبة النيشان، بينما احتج العشرات من الشباب في حي ثنية المخزن وحي المجاهدين. ومنذ الساعة الواحدة زوالا، أمس، توقفت المراويح الكهربائية ومكيفات الهواء في آلاف البيوت الصغيرة والضيقة والمكتظة بساكنيها، ما اضطر النساء والشباب والأطفال للخروج إلى الشوارع للاستمتاع بأية نسمة هواء عبر أحياء بابا سعد عين لوبو، شعبة النيشان وجزء من حي كركورة، القصر القديم وحي المجاهدين وجزء من حي ثنية المخزن.
وقد عانى أكثـر من سبعين بالمائة من سكان بلدية غرداية ذات الـ120 ألف نسمة من الحرارة وغياب الكهرباء طيلة الأسابيع الأخيرة، مع تكرار الانقطاعات التي باتت روتينا يوميا. وبدأت الاحتجاجات في حي عين لوبو، حيث أغلق شباب غاضبون الطريق بأكوام من الحجارة والعجلات المطاطية المحروقة وكل ما يمكن جلبه إلى الطريق. وامتد الغلق إلى بعض الشوارع الفرعية في حيي عين لوبو وبابا سعد، فيما خرج عشرات الشباب الغاضبين إلى الشارع في حي ثنية المخزن الشعبي.
وطلب المحتجون مقابلة والي ولاية غرداية، وهددوا بتصعيد الاحتجاج ونقله في المرة القادمة إلى مقر الولاية إذا لم تبادر السلطات الولائية لحل مشكل الانقطاعات اليومية للكهرباء التي بلغت ذروتها أمس بغياب الكهرباء لما بين ساعتين و3 ساعات عبر عدة أحياء. وأسفر هذا الوضع، حسب مصدر استشفائي، عن تدهور صحة عدد من الأطفال الرضع خاصة في حي ثنية المخزن الشعبي.
وكان حي ثنية المخزن قد شهد، ليلة السبت، احتجاجا مماثلا، حيث أقفل شباب الطريق. وطلب عدد من المحتجين قدوم والي غرداية، وقال المحتجون إن حيهم يشهد مؤخرا أسوأ وضع في مجال التزود بالكهرباء منذ عدة سنوات، ويعاني حي ثنية المخزن، حسب شكاوى لممثلين عن سكانه، من انقطاعات يومية للكهرباء يدوم بعضها أكثـر من ساعة، وتتزامن مع ساعة الذروة في ارتفاع درجة الحرارة من منتصف النهار إلى غاية الخامسة عندما تصل درجة الحرارة في الظل إلى 44 أو 45 درجة مئوية. وفي عدة مواقع في حي ثنية المخزن، فإن الكهرباء تنقطع أكثـر من مرة في اليوم.

مشكورة عالموضوع

العفو حبيباتي عطرتو صفحتي