عرف المرض بانه اى حالة تعوق المسار الطبيعى لحياة الانسان أو الحيوان أو النبات . بالنسبة للحياة البرية هنالك نمطين من الحالات المرضية وهما :العدوى والاصابة المرضية .في النمط الاخيرتكون الحالة التي يعانى منها الحيوان واعتلال صحته لم يكن للمسبب الميكروبي دورا فى احداثها .وهذه الاصابة تشتمل على القروح والجروح والكدمات وتقرحات اثناء الولادة ,اضافة الى الاورام الحميدة والخبيثة .
في هذه الدراسة سنتعرض للأمراض الوبائية التي تعرضت لها بعض مجموعات الحيوانات البرية في السودان وسيتم ربط الاوبئة بالعوامل البيئية المحيطة بها .وكذلك تهتم الدراسة بدور الانسان فى حدوث هذه الوبائيات لتدخله فى بيئات الحيوانات البرية مما ادي الى تدهورها وتاثير ذلك على حماية الحيوانات البرية .تهتم الدراسة ايضا بتقديم مقترحات تساعد علي تقليل فرص الاصابة بالامراض ومكافحتها.
اثر الامراض على الحياة البرية:
1/الامراض الفيروسية :
بطبيعة الحياة البرية و صعوبة توفر المعلومات نتيجة تاثرها بالمرض فانه ليس من السهل قياس هذه التاثيرات السالبة حيث يصعب الحصول علي حيوان مريض أو نافق .فالحيوانات المريضة تختفى وترحل بعيدا عن اعين الباحثين وتنفق هادئة .من مظاهر المرض فى الحياة البرية هو نقصان اعداد الحيوانات.والجدير بالذكر ان الاوبئة هى ليست العامل الوحيد –ولكنها تعتبر العامل الرئيس –الذى يؤدى الي \انحسار مجموعات الحياة البرية.فهنالك عوامل اخرى تتضافر جميعها لاحداث تناقص اعداد الحيوان البري ..
هذه العوامل هي :المجاعة ,الصيد ,حوادث الطرق ,الافتراس والتعرض لظروف بيئية قاسية كالفيضانات والجفاف (نمر,1983).وخلافا لهذه القاعدة فالحيوانات الكبيرة كالجاموسbuffalo ,والبشمات reedbuck,والكتمبور waterbuck,وابوعرف roan antelpe,والمور oribi,والتيتل tiang,والحلوف warthog,فكل هذه الحيوانات من الممكن العثور علي جثثها
من الامراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات البرية مرض الطاعون البقري rinderpest.فقد انتشر وباء الطاعون البقري في الحيوانات البرية بصفة دورية ,اهمها الاصابة في 1972(علي,1974).واصابة اخري حدثت فى صيف 1980م (محمد,1980م).فى الحالة الاخيرة حصد الوباء كميات كبيرة من حيوانات حظيرة الدندر , هي السبع فصائل المذكورة كامثلة للحيوانات الكبيرة .تمكن محمد(1980) من رصد المرض وجمع عينات من امصال الحيوانات المريضة وتشخيص المرض فى المختبرات البيطرية فى سوبا بالخرطوم .فقد امكن قبض بعض الحيوانات المريضة حول مصادر المياه القليلة فى شهر ابريل ومايو (نهايات صيف 1980م)
وقدعزى انتشار المرض بشكل وبائى الى قلة مصادر المياه بحظيرة الدندر فى ذلك الوقت مما ادى لتجمع الحيوانات بكميات كبيرة.وقد شوهدت ايضا اعراض المرض (الهزال,ارتفاع درجة الحرارة والتدميع ) علي بعض افراد قطعان الضان التي دخلت الحظيرة فى تلك الفترة .ولذلك فقد ساهمت ظروف بيئية وعوامل اخري كثيرة فى استشراء الوباء وسط حيوانات حظيرة الدندر الاتحادية وحصد اعداد كبيرة خاصة من ظبي البشمات الذى كان يوجد باعداد كبيرة حتى اوشك على الاختفاء كليا
ونسبة لاهتمام ادارة الحياة البرية بالموقف الوبائي للمرض فقد تم التخلص من الحيوانات المريضة بقتلها .يلاحظ ان ارتفاع درجة حرارة الجو (ابريل ومايو)حتي وصلت الى 45رجة مئوية قد ساعد على عدم انتشار المرض بعد التخلص من الحيوانات المريضة لان الفيروس لا يعيش في درجة حرارة مرتفعة بالطبع يصعب اجراءات التحصبن بواسطة لقاح المرض وسط الحيوانات البرية.وعليه فقد تمت التوصية بتحصين الحيوانات الاليفة وعدم السماح للرعاة بالدخول للحظيرة بمواشيهم.لانها ايضا تؤدى لتجويع الحيوانات البرية وتعريضها لشبح المجاعة بمشاركتها لها فىالمرعى .
من الامراض الفيروسية ايضا ظهور حالات متفرقة بوباء السعر وعادة يتم القضاء عليها في مهدها وتعتبر الاسود والضباع والثعالب وبنات اوى والقرود اهم الحيوانات الناقلة لهذا الوباء .وايضا تعمل الوطاويط كمستودعات خازنة لفيروس السعر ,لحسن الحظ فان وباء السعر لم يتم رصده فى الحيوانات البرية واغلب الاصابات به حدثت للحيوانات المستانسة ايضا الاصابة بفيروس الحمي القلاعية لم ترصد الا فى الاربعينات من القرن الماضي فى حظيرة الدندر الاتحادية وامكن السيطرة عليه .
تنتقل العدوي من الحيوان المصاب الى السليم بوساطة استنشاق الهواء الملوث بالفيروس اضافة الى تلوث الاعلاف (حيوانات الحدائق),أو نقل الفيروس من موقع الى الاخر فى ملابس الشخص المخالط للحيوانات المصابة. الحمى القلاعية تصيب فى الاساس الحيوانات ذوات الظلف المشقوق ( Artiodactyla),كالغزلان والجاموس ومعظم الظباء والزراف .وتلعب الحيوانات البرية دورا مميزا حيث تتعبر عائلا ناقلا للفيروس دون ان تظهر عليها اى اعراض سريرية (خازن)(’Mohamed,1977).ومن الامراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب الحياة البرية تبرز حمى الوادى المتصدع (Rift valley fever )وينقل فيروسها البعوض .
وهى لم ترصد وسط الحيوانات البرية فى السودان.وتحدث الحالات الوبائية بحمي الوادى المتصدع عقب موجات الامطار فوق المعدلات الطبيعية ,اضافة الى الفيضانات مما يؤدى الى تكاثر وتنشيط الحشرات الناقلة للفيروس.اهمية هذا المرض انه Zoonosis ويصيب الانسان والحيوان ويؤدى الى نسبة عالية من الوفيات .
2/ الامراض البكتيرية
تندرج تحت هذه المجموعة الحمى الفحمية ,السل الرئوى ,السالمونيلا , ذات الرئة المحيطة ,البروسيلا,وامراض اخرى.من اخطر الامراض الباكتيرية التى يمكن ان تصيب الحيوانات البرية ياتى على راس القائمة مرض الحمى الفحمية .وتكمن خطورتها فى ان البكتريا المسببه تتحوصل وفى الظروف المناسبة تنشط مسببه للحاله المرضية وهى ايضا Zoonotic.disease .اشتبه في المرض في السبعينات من القرن العشرين بحظيرة الدندر الاتحادية .
3/الامراض التي تسببها الطفيليات:-
هي كثيرة ومتعددة وقد تم التعرف على مرحلة اليرقه cysticercus لطور الطفيل البالغ (Tageldin etal ,1985 ).وكان يمكن الحصول علي الدودة الشريطية البالغة فى امعاء الاسد لانه المفترس الوحيد الذى يشارك ظبى البشمات فى موائله .وقد كانت تلك هى الحالة الاولى التى بتم فيها تشخيص ذلك فى السودان .
نسبة لصعوبة تتبع الحيوانات البرية فى مراتعها الطبيعية وبيئاتها الوعرة فانه لم يتم التعرف على الكثير من الامراض التي تصيبها.
اضف الى ذلك ظاهرة الانتخاب الطبيعي natural selection فى انواع الحيوانات البرية التي بدات منذ اماد سحيقة ولا زالت مستمرة فانه يتوقع ان تكون قد نشات لدى الحيوانات مناعة طبيعية ضد كثير من الامراض.
• يوصى بالتصدي لعوامل دمار بيئة الحيوانات البرية ومكافحة التعدى على مجموعات الحيوانات بالصيد الجائر بتطبيق القوانين الرادعة على مرتكبى المخالفات (نمر1998).
• متع دخول الحيوانات الاليفة الى مراتع الحيوانات البرية مما يعرض الحيوانات لميكروبات حدئث لها طفرات mutation مما يؤدي الي انتشار الاوبئة بينها وانقراض بعض الانواع .
مكافحة الامراض فى الحيوانات البرية :-
• تطبيق الحجر الصحي علي الحيوانات الواردة لحدائق الحيوان وتطعيم حيوانات الحدائق.
• تبني خطة واضحة لاستغلال الارض لتفادي تعدي النشاط الزراعى الممتد والرعى الجائر علي بيئات الحيوانات البرية (عبدالحميد2002م).