لا تـخـجـل.. و اسـأل أبـوك هـذا الـسـؤال !!

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصّلاة و السّلام على رسول الله محمّد.. و على اله و صحبه أجمعين

قد يعتبر البعض أنّ ما سـأقوله فيه شيء من الجنون.. أو من المبالغة..
و لكن أنا أريد أن اسأل سؤال : هل الموت فيه ضمانة ؟
هل يعلم الشخص متى يموت ؟ هل للموت ضمانة أو واسطة أو وقت محدّد ؟
هل الموت يعترف بـكبار السنّ فقط .. هل للموت قواعد يسير عليها ؟

لا.. الموت لا يعترف لا بـكبير و لا صغير.. لا يعترف بـوقت و لا بـضمانة و لا بـأي شيء اخر

لـهذا.. علينا دائما أن نتحسّب للموت.. و نحسب له الحسابات.. و نتجهّز له..
فـلا أحد يعلم متى يموت.. ولا يضمن اذا نام.. أنّه سـيستيقظ في اليوم التالي وووو

و طالما اذا أنّه يجب علينا أن نتحسّب للموت.. و ليس لانفسنا فقط.. بل لأهلنا بشكل خاصّ.. و للاب و للام خاصّة..
فـهم أقرب النّاس و أوّل من يجب أن ننصحهم و نضعهم في حساباتنا

ومن ضمن الاشياء التي يجب ان ننتبه لها نحن حول ابائنا.. و نربطها بالموت.. هي ديونهم

صحيح أنّ غالبيّتنا.. ابائهم على قيد الحياة..
و لكن هل جميعكم يعلم اذا مات أبوكم.. هل عليه ديون أو لا ؟

هل تعلم أخي ديون أبوك ؟
لو فرضنا أنّه مات.. كيف تتصرّف ؟ كيف سـتوفيها عنه ؟

ألا تعلم حديث النبيّ عليه الصلاة و السلام :
نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" حسنه الترمذي، وصححه السيوطي

و قصّة أخرى جرت للنبيّ عليه الصلاة و السلام..
و اختصارها أنّه لم يقدّم جنازة ميّت من أموات المسلمين.. الا بعد أن قضى دينه أحد الاشخاص ؟
السؤال:

*إذا مات الوالد وبذمته دين، وقال ابنه لصاحب الدَّيْن إن دَيْنك في ذمتي أمام الله وعباده. فهل يخرج هذا الدين من ذمّة الوالد المتوفى.. أفيدونا جزاكم الله خيرًا؟

الإجابة من عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية- الشيخ صالح الفوزان:

- وفاء الدين عن الميت إذا لم يكن له تركة من أعظم الإحسان وفعل الخير، وهذا من التعاون بين المسلمين ومن نفع الأموات بإبراء ذمتهم، أما ذمّة الميت فإنها لا تبرأ بمجرد التحمل، بل لا تبرأ إلا بالتسديد، فإذا سدد الدين عن الميت برئت ذمته، والدليل على ذلك (أن جنازة قدمت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليصلي عليها، فسأل هل عليها دين؟ فقالوا: نعم عليها ديناران فتأخر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال صلّوا على صاحبكم، فقال أبو قتادة هي علي يا رسول الله، أو هما علي يا رسول الله، فتقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعدما دفن ولقي أبو قتادة النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ما فعلت الدينارات، فأبو قتادة كأنه رأى أن المدة قريبة يعني لم يمضِ وقت طويل، ثم إنه -رضي الله عنه- مضى وسددها، ثم جاء وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه سددها فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الآن بردت عليه جلدته». [رواه الإمام أحمد في مسنده ج3 ص330. من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وانظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج3 ص39.].
فدلّ هذا على أنّ تحمل الدين عن الميت لا تبرأ به ذمته حتى يسدد عنه، ولكن هذا عمل طيب ويثاب عليه المسلم وإذا تحمله فإنه يجب عليه المبادرة بتسديده لإراحة الميت من ارتهانه بدينه.

طيّب.. تسألني.. ما هو العمل اذا ؟

عليك اخي.. ان تسال ابوك عن ديونه.. و تكتبها على ورقة.. او تحفظها..
و ان يعلم بها غيرك من افراد عائلتك..
لـزيادة الضمانة

حتّى اذا مات أبوك أو أبي بعد عمر طويل ان شاء الله بما يرضي الله عزّ وجلّ..
نوفي ديونهم ان كان عليهم ديون

لكن يجب التذكير.. انّ ايفاء الديون.. حتّى عن الوالد.. هو من البرّ و زيادة في الخير..
و رأفة و رحمة بالميّت الذي لم يقضي دينه
و لكنّه ليس واجبا.. كما جاء في كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله..
عن ايفاء الاولاد لـديون ابائهم بعد موتهم :
لا يجب على ورثته أن يؤدوا هذا الدين عنه سواءٌ كانوا من الأباعد أو من الأقارب لكن إن كان هذا الميت والداً فينبغي لأولاده أن يوفوا عنه لأن ذلك من بره وأما الوجوب فلا يجب لأننا لو أوجبنا هذا لكنا نؤثمهم بترك الوفاة وهذا يخالف قوله تعالى (ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى) ولأننا لو قلنا بوجوب وفاء الدين عن الميت الذي لم يخلف تركة لكان في هذا فتح بابٍ لهؤلاء الذين لا يبالوا بارتكاب الديون فيقول الواحد أنا سوف أتدين وإذا مت فإن أهلي أو ورثتي يقضون عنه الدين فلا يبالي بعد ذلك بما استدانه وألحقه ذمته ثم إني أقول إن الميت إذا مات وعليه دين فإن كان قد أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه فإن الله تعالى يؤدي عنه من فضله وكرمه فيرضي أهل الحق.
المصدر

و لا ننسى.. قول الله عز وجلّ.. عن الدّين
و في ذلك حرص على موضوع اعلان ديون المسلم..
بسم الله الرحمن الرحيم :
يا ايّها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى أجل مسمّى فاكتبوه و ليكتب بينكم كاتب بالعدل
الى اخر الاية الكريمة

جزاك الله خيرا
;)

الله يسلمك حبي نورتي

شكـــــراا