الخطأ الثامن 8- نشر حديث عقوبة تارك الصلاة بخمس عشرة عقوبة :-
الرد الجاهز الكامل :-
و أعذرنى لى ملحوظه صغيره...
أود أن ألفت نظرك أن هذا الحديث الذي كتبته لنا ليس بحديث بل هو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يمنع من أن عقوبة تارك الصلاة عمدا كبيرة حتى أن العلماء اختلفوا على صحة إيمانه، وفي الأحاديثة الصحيحة ما يغني عن هذه الأخبار المكذوبة.. ونحن نحسبك على الله كنت تريد الخير لإخوانك ولكن رواية الأحاديث المكذوبه لا يحل مطلقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) والحديث متواتر تواترا لفظيا رواه ما يقرب من سبعين صحابيا.
لذا نرجو ألا ينشر هذا
الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تحذر من تعرفه.
وهذا الحديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر من ركاكة ألفاظه وضعف سياقه وقد نص أهل الحديث على أنه مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم وقد كذب هذا الحديث وركبه أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعى محمد بن علي بن عباس البغدادي العطار . قـال الإمام الذهبي في ميـزان الاعتـدال :[ محمد بن علـي بن عباس الـعطار ركـب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلاً في تارك الصلاة ] ميزان الاعتدال 3/ 653 .
ونقل الحافظ ابن حجر كلام الإمام الذهبي وقال الحافظ :[ زعم المذكور أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة وقال الحافظ بن حجر : وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية ]. لسان الميزان 5/334.
ذكر الإمام بن عراق الحديث من ضمن الأحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم ونقل كلام الإمامين الذهبي وابن حجر ووافقهما على ذلك . تنزيه الشريعة 2/ 114.
وبهذا يظهر أن الحديث مكذوب وباطل ولا يجوز نشره على الناس ولا تعليقه في المساجد ، لأن ذلك من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم .
و عندما سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن صحة هذا الحديث قال :-لاشك في أن هذه الطريقة من الأمور المبتدعة في الدين، ومن القول على الله بلا علم، وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن ذلك من أعظم الذنوب فقال تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون "33 (الأعراف).
فليتق الله عبد يسلك هذه الطريقة المنكرة، وينسب إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه و سلم- ما لم يصدر عنهما، فإن تحديد العقوبات، وتعيين الجزاءات على الأعمال إنما هو من علم الغيب، ولا علم لأحد به إلا من طريق الوحي أو عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم-، ولم يرد في الكتاب والسنة شيء من ذلك البتة.
أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- في
عقوبة تارك الصلاة، وأن يعاقب بخمس عشرة عقوبة... إلخ، فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي -صلى الله عليه و سلم-، كما بيَّن ذلك الحُفَّاظ من العلماء رحمهم الله ـ كالحافظ الذهبي في "الميزان" رحمه الله، والحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر في كتابه "لسان الميزان" في ترجمة محمد بن علي بن العباس البغدادي العطار: أنه رَكَّب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثاً باطلاً في تارك الصلاة، روى عنه محمد بن علي الموازيني شيخ لأبي النرسي، زعم المذكور: أن ابن زياد أخذه عن الربيع، عن الشافعي، عن مالك، عن سُمَي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ورفعه: "
من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة..." الحديث، وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية.ا.هـ.
وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى ببطلان ذلك الحديث بتاريخ 10- 6- 1401هـ، فكيف يرضى عاقل لنفسه بترويج حديث موضوع؟ وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أنه قال: "من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين".وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلاة وعقوبة تاركها ما يكفي ويشفي، قال تعالى: (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) (النساء).
وقال تعالى عن أهل النار: (( ما سلككم في سقر () قالوا لم نك من المصلين )) (المدثر).
فذكر من صفاتهم: ترك الصلاة، وقال سبحانه: (( فويل للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5) الذين هم يراءون (6) ويمنعون الماعون )) (الماعون).
وقال -صلى الله عليه و سلم- : "بُني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت"، وقال -صلى الله عليه و سلم- : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، والآيات الصحيحة في هذا كثيرة معلومة.
إذا عُلِمَ هذا فإنه لا يجوز كِتابة النشرة، ولا توزيعها، ولا المشاركة في ترويجها بأي وجه من الوجوه، وعلى من سبق له شيء من ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه، ويندم على ما حصل منه، ويعزم على عدم العودة إلى ذلك مطلقاً.
والله المسؤول سبحانه أن يرينا جميعاً الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
لذلك فهذا الحديث لا يصح , ولا يجوز نشره...
للأسباب السابقة الذكر...