المخرج الإيطالي الشهير "فوردكوبولا" يفتخر به كل مواطن إيطالي

: المخرج الإيطالي الشهير "فوردكوبولا" يفتخر به كل مواطن إيطالي لإخراجه أعظم الأفلام في تاريخ السينما العالمية (الأب الروحي)، ويبدو أن الطليان سيفخروا بجماهير جنوى مثل فخرهم بفوردكوبولا في الأعوام القادمة بعدما قدموا لمحبي اللعبة درساً حقيقياً في تلقائية التعبير عن العشق.

عشاق جنوى صبروا طويلاً على لاعبيهم وقرروا أخيراً الهبوط إلى ملعب "لويجي فاريرس" أثناء مباراة سيينا في الدوري المحلي ليس للاعتداء (مثل العادة) على لاعبي الخصم المتقدم عليهم بأربعة أهداف نظيفة، بل لمطالبة لاعبيهم بخلع قميص النادي لانهم لا يستحقون الدفاع عن ألوان أحد أعرق أندية السيريا آ (جنوى) القريب جداً من الهبوط للدرجة الثانية حيث يحتل المرتبة السابعة عشر برصيد 36 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن ليتشي صاحب المركز الـ18.

موقف جماهير جنوى قد يبدو للبعض همجياً وفيه شيء من التعصب والعنف، مثله مثل فكرة أفلام عصابات المافيا، فقد يدفعك كعاشق للدوريات المنظمة كـ"الإنجليزي والألماني" ذلك الموقف للقهقهة والاستهزاء بالدوري الإيطالي كّونه مُهرتل في نواحي تنظيمية عدة، فمن السهل إلقاء شماريخ على المعشب واقتحام الجمهور للملعب وايقاف مباراة لأي سبب كان من الأسباب، فالتسيب واضح في الملاعب الإيطالية وحادثة المشجع الصربي المُلثم تلخص الكثير وتضع مسؤولي الكرة الإيطالية جنباً إلى جنب مسؤولي الدوريات اللاتينية أو حتى العربية، لكن ما فعله جمهور جنوى ربما يدفعك للتصفيق لهم في نفس اللحظة.

فهؤلاء قدموا لنا درساً (تلقائيـــاً) في العشق الحقيقي لجنوى، لدرجة انهم انتقدوا جميع لاعبيه على الملأ، مثل الصديق الذي يقسو على صديقه حين يراه غارقاً في بحر الضياع فيساعده بشتى السبل بمبدأ (يا بخت من بكاني ولا ضحك الناس عليّ...والصديق الحقيقي هو مَن يُخبرك بعيوبك قبل أن يُخبرك بمزاياك).

هذا موقف رغم همجيته لكن فيه شيء جميل..مثل فيلم The God Father الذي يُروي قصص المافيا في إيطاليا باسلوب يجعلك تذوب في قلب الحدث وتعتبر نفسك واحداً من أفراد عائلة المافيا، بالتفاعل مع مشاكلهم وهمومهم ومحاولة استكشاف تقاليد مجتمعهم، وترى إلى أي حد يصل ترابطهم الأسري، ولا تستبعد أن تؤثر الأحداث في وعلى جزء من ميولك وثقافتك وشخصيتك لتحمل معك لمسة من هذا العالم في تعاملك.

قد يكون هذا أمراً سلبياً بالنسبة للبعض..لكن كما أسلفت المواقف والروايات والأحداث توسع لك الآفاق لتنظر بعمق وبُعد نـظر...