أهمية الذكر و الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة عن فضل الأذكار وعظمها وأهميتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا إخوتي وأخواتي ، لما لهذا الموضوع من أهمية أرجوا قراءته كاملا أولا للتذكر وثانيا للعمل وثالثا للفائدة وإن كنت ولا بد متعجلا فاقرأه كله في لمحة سريعة عسى أن تجد ما يفيدك والله الموفق
- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ذهب الذاكرون بالخير كله. وقال شيخ الاسلام : الذكر للمسلم كالماء للسمك فكيف حال السمك إذا فارق الماء.
فقد يأتي الإنسان بذنوب كالجبال ولكنها تهد بكثرة ذكر الله وكما قال تعالى :(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
- سأل رجل الحسن البصري وقال له إني أشتكي قسوة قلبي فقال له : أذهبه بالذكر.
- الذكر ليس له حد محدود ، فقد قال ابن عباس : إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال العذر (العذر مثلا كقصر الصلاة في حال السفر والصلاة مضجعا في حال المرض وعدم الصلاة للمرأة الحائض وما أشبه ذلك) أما الذكر فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا إذا كان مغلوبا (كذهاب العقل) لذلك تجده يأمرنا بالذكر في أي مكان قال تعالى :(واذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم).
- وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب(35)
فهنا قد يرد سؤال : متى يكون الإنسان داخلا في الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، قال ابن عباس : يذكرون الله في أدبار الصلوات وغدوا وعشيا وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى .
وسئل الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن القدر الذي يكون الإنسان فيه من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فقال : إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات المختلفة ليلا ونهارا كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وأهل الذكر أسبق لأن أهله أعظم .
قد تقول أليس العلماء أفضل من العُبّاد، وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وأن عالم واحد أشق على الشيطان من ألف عابد ، اقول لك نعم ، ستقول إذا أنت قلت أن أهل الذكر أسبق لأن أهله أعظم فأقول لك هناك معنيان للذكر معنى عام ومعنى خاص ، فالمعنى العام ما قاله السعدي رحمه الله : وإذا اطلق ذكر الله شمل كل ما يقرب العبد إلى الله من عقيدة أو عمل بدني أو قلبي أو تعلم دين الله أو تعليمه كل هذا من الذكر. ومن هنا فالعلم ذكر وتعليمه ذكر وأهله من الذاكرين .
أما المعنى الخاص : فيراد به خصوصا ذكر الله بالألفاظ التي وردت سواء كانت بتلاوة كتابه أي القرآن أو إجراء الأسماء والصفات على اللسان والقلب والدعاء بها أو الألفاظ التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام التي فيها تعظيم لله وتمجيد له سبحانه مثلا قول (سبحان الله) فلو رأينا معناه لوجدنا انه تنزيه له سبحانه عن النقائص والعيوب ،(الحمد لله) فيها تمجيد له سبحانه وتعظيم ، (لا إله إلا الله) فيها توحيد وأنه هو الإله ، لا إله غيره . وهكذا بقية الأذكار فكلما كان العبد المسلم يفهم معنى الأذكار التي يقولها كلما كانت أرسخ له وأكثر فائدة .
والتدبر في الذكر مطلوب كالتدبر في قراءة القرآن .
ولو تدبرنا وتفكرنا قليلا في عباداتنا اليومية لوجدنا ان فيها أذكار ، فالذكر أساس كثير من الفرائض فلو تأملت الصلاة مثلا لوجدت أنها تبدأ بالأذان والذي فيه الشهادتان وهذه لوحدها ذكر فبداية الصلاة بالأذان والخاتمة بالأذكار بعد الصلاة وهكذا.
قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد(28) ، فالذكر فيه اطمئنان للقلب وسكينة فوالله ما أجمل الذكر وما أجمل الأنس به وانظر إلى هذا الحديث الذي سيق فقيل : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأخبرني بأمر أتشبث به ، قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) .
ومن هنا إذا سألتك هل هنالك فرق بين الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله ؟ فعسى أن يكون جوابك نعم وإنه لكذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام :(مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) والمقصود بالحياة والموت هناك حياة أو موت القلب لا موت الجسد ، ولكن إذا مات القلب فقد مات الجسد ألم تسمع بحديث رسول الله الذي فيه إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .
- فذكر الله خير الأعمال وأزكاها عند الله ، فقد قال عليه الصلاة والسلام ألا أنبئكم بخير أعمالكم وازكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق(أي الفضة) وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا : بلا، قال : ذكر الله تعالى) رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح.
فهنا جعل الذكر أفضل من الصدقة والجهاد مع أن الجهاد فيه تضحية بالنفس والمال ، والصدقة فيها مخالفة لشح النفس وشهوتها ، فكيف ذلك؟ والجواب هو قول الحافظ رحمه الله حيث قال : المراد بذكر الله ، الذكر الكامل وهو ما يشتمل على ذكر اللسان والقلب ، فذكر اللسان حركة اللسان والصوت والحروف ، أما ذكر القلب استحضار عظمة الله والتفكر في معنى الأذكار هذا هو الذي أفضل من قتال الكفار.
- والذكر ضد الغفلة والنسيان ، فالغفلة ترك الذكر عمدا ، والنسيان تركها من غير عمد ، ولذلك قال تعالى في شأن الغافل :(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) أما النسيان فقد نبه الله عباده فقال :(واذكر ربك إذا نسيت).
- أما عن مراتب الذكر فتارة بالقلب وتارة باللسان وتارة بالجوارح.
فذكر القلب : التفكر ، وذكر اللسان : النطق ، وذكر الجوارح : العمل .
والذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بهما معا ، فذكر القلب يكون بالتفكر والتدبر فقد تجد إنسانا يبكي ولم ينطق بكلمة ومن ذكر القلب مثلا أنه أراد أن يفعل معصية فتذكر الله فترك تلك المعصية وقد يكون التفكر في كتابه وسماواته وأرضه وخلقه إلى غير ذلك.
أما ذكر اللسان فيكون بالتسبيح والتهليل وقراءة القرآن وكل عمل يقرب إلى الله .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن القراءة في القلب فقال :إن القراءة لابد أن تكون باللسان فإذا كانت بالقلب فإنها لا تجزؤه.
وإذا سألناك ما هو رأس الذكر ؟ فنسأل الله أن تكون إجابتك هي قراءة القرآن فإذا كان هذا جوابك فقد أصبت وإلا فاعلم الإجابة الآن.
وإذا سئلت مرة أخرى أيهما أفضل الذكر أم الدعاء ؟ فالجواب هو أن الذكر أفضل من الدعاء ، ولو تأملت قليلا لوجدت أن الدعاء يشتمل على الذكر فإذا كان الدعاء جزء من الذكر فهذا دليل على أن الذكر هو الأصل كما أن العلم فيه أصول وفروع وأن الفروع تتفرع من الأصل فأرجوا أن يكون قد وضح لك مقصودي.
- وقد سئل بعض العلماء : أيهما أفضل للعبد التسبيح أم الاستغفار؟ فقال له : إذا كان الثوب نظيفا ونقيا فالبخور وماء الورد أنفع له وإذا كان دنسا فالصابون والماء الحار أنفع له .
أي إذا كان الثوب نقيا أي في الطاعات فالتسبيح أفضل ،وإذا كان الثوب دنسا أي في المعاصي فالاستغفار أفضل ، ولكن من يضمن اليوم أن يكون ثوبه نظيفا نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة وأن يرحمنا يوم الجمع العظيم .
- والذكر نوعان : ذكر مطلق وذكر مقيّد ، فالذكر المطلق هو الذي يكون في أي وقت وحين بدون زمن محدد أو مكان معين ، أما الذكر المقيد فهو ثلاث أنواع : 1/ ذكر مقيد بزمان ومثال له أذكار الصباح والمساء . 2/ وذكر مقيد بمكان ومثال له ذكر دخول المسجد والخروج منه او ذكر الخروج من المنزل إلى غير ذلك . 3/ذكر مقيد بحال مثل ذكر الطعام أي حال حضور الطعام .
- ولا تنسوا سيد الاستغفار وهو (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وانا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
فعليك أن تقول هذا الدعاء مرتين في اليوم في الصباح وفي المساء وتفكر فيه وتأمل وأخرج منه الفوائد والعبر والمعاني فتدبره جيدا وسوف تصل إلى إيمان ومعرفة أكثر بحقيقة نفسك وتقربا له سبحانه بإذن الله ، كما أن قراءة سيد الاستغفار به حسن الخاتمة إن شاء الله لانه يقرا صباحا ومساء والإنسان إما ان يموت صباحا وإما أن يموت مساء ، ولكنها صعبة في نفس الوقت كيف ذلك لأن هنالك شرط هو من قرأها موقنا بها كما في الحديث الذي لا استحضره الآن فأرجوا أن تقوم بتحقيق الشرط حتى تكون من الفائزين بحسن الخاتمة إن شاء الله ألا وهو التدبر وأن تكون موقنا مصدقا لما تقول ، ولهذا لو تأملت لوجدت أن الخير في أيدينا وبأسهل الطرق وأجرها عظيم لكن لا ينالها إلا العظماء أمثالك إن فعلت ذلك إن شاء الله ونسأل الله أن تكون منهم ، فنحن اليوم أصبحت عباداتنا عادات ، فاصبحت الأذكار وقراءة القرآن وسماع الدروس شيء عادي لا يؤثر فينا ولا نتدبر معناها ، هذا إن ذكرناها أصلا أي تذكرنا أن نقرأ أو نذكر الله فكيف بالذي لا يذكرها أصلا فنسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات ، ولهذا فأجر الأذكار كبير.
وفي النهاية فالموت أمامنا في كل وقت وحين، وفي الآخرة سوف نحاسب بكل ما فعلناه ، فقد قال تعالى : (يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وقال تعالى :(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)
وكما قال عليه الصلاة والسلام : كفى بالموت واعظا .
ماذا تقولُ إذا حُملت جنازةً*****ودفنتَ في القبرِِِ الشديدِ ظلامُ
هذا السؤال فهل عرفت جوابه******ماذا تقول إذا نطقت كلامُ
فنسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة والأجر والثواب وأن يدخلنا فردوسه الأعلى وأن نسأل الله لنبينا الوسيلة ، وأن نكون من أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
واعتذر على الاطالة فقد أردت أن تعرفوا وأعرف نفسي فضل الذكر وأهله فنسال الله أن نكون وتكونوا منهم ونسأل الله لكم الاستفادة والمنفعة وتطبيق ما تقرأونه فقد بوب البخاري في كتابه باب العلم قبل القول والعمل والعلم لا بد أن يكون معه عمل وإلا كنا كاليهود (المغضوب عليهم) وكما قال علي رضي الله عنه : هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل .
ونسأل الله ان لا نكون من أولئك الذين قال الله فيهم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } سورة الصف(2-3) .
وبارك الله فيكم وجزيتم خيرا على حسن القراءة وادعوا لنا معكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
‏السبت, ‏22 ‏ربيع*الأول, ‏1429‏
monkey

سبححآن الله أهميتهآ جَممِيلةة جِدننْ

ششكرآ لكك

العفو..
منورهه حياتووؤ

سبحان الله

شكراا

» أهمية الدعاء في الشدة والرخاء
» الذكر وفضائلة وفوائدة
» حكم الذكر والتسبيح الجماعي في المنتديات
» أهمية التوحيد
» {{{ أهمية الحجاب في الاسلام }}}