لتلفاز يؤثر سلباً على تطور الكلام عند الاطفال
أكد باحثون أمريكيون أن تشغيل جهاز التلفاز في مكان يتواجد فيه الأطفال، وخصوصاً الرضع منهم، قد يكون له تأثير على التخاطب بينهم وبين البالغين؛ فقد أظهرت دراسة أجروها مؤخراً ارتباط التعرض للتلفاز، بقلة الحديث بين الأطفال والأشخاص الذين يقومون على رعايتهم في بيئة المنزل.
وتقول الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين في جامعة واشنطن الأمريكية؛ بأن البالغين يبدون ميلاً أقل للتحدث مع الأطفال والرضع عندما يُشغَّل جهاز التلفاز، كما أنهم ينخرطون في حوارات أقل مع الصغار بسبب ذلك، بل ويزهدون في الكلمات التي يلقونها إليهم.
وأجرى فريق البحث دراسة شملت 329 طفلاً، تراوحت أعمارهم ما بين شهرين وأربعة أعوام، حيث ارتدى كل منهم قطعة خاصة من الملابس تحوي جهاز تسجيل صغير وخفيف الوزن، يقارب حجمه حجم بطاقة الأعمال، وذلك لعدد من الأيام في كل شهر خلال مدة الدراسة التي استمرت عامين.
وتم تصميم قطعة الملابس لتحمل جهاز التسجيل بعيداً عن فم الطفل مسافة محددة، ليعمل على تسجيل أحاديث الطفل وأحاديث الأشخاص من حوله، والذين يكونون على مقربة منه.
وحرص الباحثون على أن يحمل الطفل الجهاز لفترات متباينة خلال الأيام التي تم تحديدها لرصد أحاديثه مع الآخرين، وقد تراوحت مدتها ما بين 6-12 ساعة متصلة كل يوم.
وقام الفريق بتحليل الأصوات التي تعرض لها الأطفال المشاركون في بيئتهم، بالإضافة إلى تحليل ما صدر عنهم من أصوات وما تلفظوا به من كلمات.
إلى جانب ذلك، تضمنت الدراسة إجراء قياسات شملت تحديد عدد الكلمات، والأصوات الصادرة عن الطفل لغايات التخاطب، واستجابة الفرد البالغ لتلك الأصوات خلال بضع ثوان من سماعها.
وتفيد نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "أرشيفات طب الأطفال والمراهقين" الصادرة لشهر حزيران/ يونيو من العام 2009، بوجود ارتباط بين عدد ساعات تشغيل التلفاز وانخفاض عدد الأصوات التي صدرت عن الأطفال، وقصر المدة الزمنية التي استمرت خلالها وبشكل واضح.
وطبقاً للدراسة، انخفض عدد الكلمات التي تلفظ بها الأشخاص البالغون، من الذكور والإناث، المشرفون على رعاية الطفل، وذلك خلال ساعات ارتداء الطفل جهاز التسجيل في اليوم، وبمقدار انخفاضٍ تراوح ما بين 500 ـ 1000 كلمة عن كل ساعة تم في أثنائها تشغيل التلفاز.
كما أكدت النتائج أن كل ساعة تشغيل إضافية لجهاز التلفاز، أسهمت في تراجع الكم من الأصوات والكلمات التي تلقاها الطفل من البالغين (خلال ساعات التسجيل) بنسبة وصلت إلى 7 في المائة.
ويُعلق على نتائج الدراسة الدكتور "ديمتري كريستاكس"، المختص من الجامعة والباحث في معهد سياتل لبحوث الأطفال، موضحاً بأن البالغين يتلفظون بنحو 941 كلمة كل ساعة، فيما أظهرت الدراسة أن عدد تلك الكلمات تراجع بشكل كبير في محيط يحوي جهاز تلفاز يعمل.
ويضيف الباحث: "كنا نعلم أن التعرض للتلفاز خلال مرحلة الرضاعة يرتبط بتأخر الكلام وبمشكلات في الانتباه، إلا أن سبب ذلك بقي غير واضح لفترة طويلة، هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر بأن تشغيل جهاز التلفاز يقلل من الأحاديث في بيئة المنزل، فالرضع يصدرون أصوات أقل والبالغون يحادثونهم بدرجة أقل".