_________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع عجبني ياصقيقاتي وأتمنى أن تستفيدوا منه
لعموم النفع,,
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي - وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
دروس في كلمات ..... تأخذني هذه العبارة إلى الفكر البعيد إلى تاريخنا المجيد الذي كتب له النصر على أيدي ناس عظماء بنوا إنجازاتهم على ظروفهم المتعسرة فجعلوا من الصعاب نجاحات وانتصارات
فهذا
رسولنا صلى الله عليه وسلم يطرد من مكة إلى المدينة ..
فينشأ دولة عادلة ملأت سمع الزمان وبصره..
*
وهذا
ابن تيمية يسجن ..
فيخرج لنا ثلاثين مجلداً من العلم النافع ..
*
وذلك ابن عطاء بن أبي رباح تعطَّل عن المكاسب الدنيوية لأمراضه وضعفه ..
فجلس في الحرم ثلاثين سنة يتعلم العلم فصار عالم الدنيا ..
*
وهذا شاعرنا المتنبي أصابته الحمى فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة:
وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً - فَلَيسَ تَزورُ إِلا في الظَلامِ
*
وهذا طه حسين يصبح كفيفا فيواصل دراسته حتى ينال العالمية
*
.
إخوتي الحديث عن إنجازات العلماء طويل
فكم من طرق المجد قد شقوا على جمر الآهات وشوك الصعاب
.
.
وعلينا أن نحذوا حذوهم ..نستثمر الوجه الآخر للمأساة وننظر إلى الجانب المشرق للمصيبة ..
ونحاول أن نصنع من الليمون شراباً حلواً ..
..
.
.
فإذا واجهتك أزمة وصدمتك مأساة فلا تقابلها بالعويل والثبور والبكاء والتحسر ..
بل واجهها بالاحتساب والصبر والثبات والاستمرار!
إن العباقرة في الغالب لم تكن ظروفهم مهيأة ..
ولا النعم لديهم مكتملة ولا الوسائل متاحة !
فمن عنده مال ليس لديه صحة ..
ومن رُزق ذكاءً خسر الثروة ,,
ومن مُتِّع بسمعه قد يفقد بصره ..
فحال الدنيا عدم الاكتمال ,,
.
.
فلو أن الدنيا تمّت لأحد من العز والمال والصحة والجاه والسرور والأمن لصارت جنّة ..
ولما كان في الآخرة جنّة ثانية ..
.
.
فهيا انطلق بما أعطاك الله من موهبة ونعمة ..
ووظِّفها أحسن توظيف واجتهد غاية الاجتهاد ..
.
.
وإذا ضمك الليل فلا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة ..
وإذا تعطلت بك سيارتك أصلحها وواصل السير ..
وكن كالنملة تحاول الصعود ألف مرَّة ولا تؤمن بالإحباط أبداً ..
.
.
فالفرص أمامك كثيرة والأيام المشرقة تنتظرك ..
والانتصار حليفك إذا بذلت واجتهدت وتوكّلت على الله ..
فلا تعترف في الحياة بالهزيمة أبداً ..
وقاوم إلى آخر نَفَس من حياتك ..
فإن أبا الريحان البيروني بقي يدّرس حتى في يوم وفاته ..
وأبو يوسف القاضي يناقش طلابه وهو في سكرات الموت ..
وابن سيناء يكمل مصنَّفه والموت يدبُّ في أطرافه ..
لأن الحياة لا تعترف بالخاملين الكسالى ..
والدهر لا يصفق للفاشلين ..
والمؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف