قصة بيسان/ قصة واقعية مع فيديو
يقولون بأن هناك فتاة اسمها بيسان عاشت قصة حب كبيرة مع شاب يدعى رامي , اتفقا على الزواج منذ الصغر , ولكن كانا ينتظران أن يكبرا بالعمر قليلاً , وأن يحققا النجاح معاً
كانت بيسان تحب الرسم وكذلك رامي كان يرسم
اتفق الاثنان على رسم لوحات وعرضها في المعرض الذي يقام في المدينة وهنا عمل الاثنان لفترات طويلة لانهاء هذه اللوحات , وبعد أن انتهيا حملا لوحاتهما ليضعاها في المعرض وعند وصولهما مكان المعرض أخذ الاثنان بنقل اللوحات من السيارة إلى داخل المعرض حتى بقيت آخر لوحة , صممت بيسان على أن تذهب هي لتحضرها لأنها لوحتها المفضلة التي تصور فيها عاشقين يحتضان بعضهما بطريقة رومانسية , حملت بيسان لوحتها وبدأت بقطع الشارع وإذ بسيارة مسرعة تأتي فجأة وتصدم الفتاة المسكينة وشاب آخر كان بجوارها لتودي بهما قتيلين في الحال .
مرت فترة من الزمن ورامي لا يزال يذكر بيسان ولا ينساها ولا يزال على عهد الحب معها , واعتزل الرسم بعد تلك الحادثة ولم يحمل الريشة مطلقاً . وقام بتـأليف أغنية لها وطلب من أحد المغنيين أن يغنيها له احياء لذكرى بيسان , الفتاة التي أحبها من كل قلبه .
كلمات الأغنية تقول :
بيسان شو نفع الدنيا بلاكي ..؟؟؟؟
بيسان ما كنت بعيش لولاكي ..؟؟؟؟
بيسان صوتي راح .. تعي برتاح ....
يا ريت عمري راح وخلاكي ....
اشتقت لغمراتا ... وينن نظراتها ...
وين دموعا اللي كانت تنزل ؟؟؟
وينن بسماتها ....؟؟؟؟
شفتن حملوها على كفوفن ينعوا فيها ....
ركضت لعندن عم ببكي تإحكيها ....
شميت ترابها .... الدم اللي على تيابها ...
يا ربي صبرني وصبر أهلها على غيابها .....
ريتن شافوها ... أهلها وزفوها .... حدي مشوها فوق الورد
شفتن لفوها ..... وبنعشها حطوها ....
وصاروا يرشوها ... بنفس الورد ....
اشتقت لغمراتها .... وينن نظراتها ....
وين دموعها اللي كانت تنزل ... وينن ضحكاتها ؟؟؟؟؟؟؟؟
في29 نيسان 2009ونتيجة حادث سير مروع على طريق عام كفردجال ، توفيت الشابة بيسان مروة ( 19 عاماً ) من بلدة الزرارية الجنوبية
كان لنبأ وفاة بيسان وقع الصاعقة على قلوب كل من عرفها واحبها بحيث احدثت وفاتها المأساوية والمفاجئة موجة من الحزن الجماعي نادراً ما تحدث ازاء رحيل فتاة عادية...
ولكن بيسان مروة ، وفي نظر كل من عرفها عن كثب هي ليست فتاة عادية على الاطلاق، فالزهرة الجنوبية ابنة التسعة عشرة ربيعاً كانت تحمل في ذاتها العديد من الصفات والمميزات التي جعلت منها وبحق ايقونة للجمال والخير والمحبة ومثالاً للفتاة المفعمة بالحياة والحيوية والمنطلقة في فضاء رحيب من الاحلام والآمال والتطلعات التي كانت تسعى الى تحقيقها بثقة وايمان وتصميم لا يتزعزع ...
كانت بيسان قبل رحيلها المأساوي طالبة في السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية قسم علوم الحياة في مدرسة الليسيه الزهراني.
اضافة الى ذلك كانت بيسان ناشطة اجتماعية تعمل ضمن اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وكانت احدى ابرز افراد الكادر الشبابي الذي انطلق في كل انحاء الجنوب في نشاطات اجتماعية وخيرية واهلية وكشفية وترفيهية وغيرها .
وعن صفاتها الشخصية يجمع رفاقها على انها كانت جريئة، مندفعة ، قلبها طيب، تملك ارادة قوية وتصميم لا يتزعزع، وكان لديها قدرة فائقة على اكتساب الكثير الكثير من الاصدقاء...
كانت ساحرة القلوب، خفيفة الظل، تأسر الانظار اينما حلت وتحظى بمحبة الجميع من دون استثناء .
بيسان هي وحيدة والدتها، ولديها اخ غير شقيق ولكنه مسافر ، كما ان والدها مسافر، وهي محبوبة والدتها ودلعوتها وطفلتها الصغيرة ، ولهذا كان رحيلها مدمراً لوالدتها بكل المقاييس ...
بيسان كانت تحب العمل الصحفي وكان حلمها ان تصبح اعلامية ، ولكن يدر القدر امتدت لتقتلعها ولتنهي كل احلامها في لحظة سوداء واحدة ....
هذه هي بيسان التي رحلت فجأة بلا استئذان لتترك فراغاً قاتلاً وحزناً عظيماً وقلوباً ادمتها يد الموت الباردة ...
خضر حجازي ( 23 عاماً ) هو احد الاصدقاء المقربين من بيسان واحد الذين صدموا وحزنوا كثيراً لفراقها، احب ان يخلد ذكراها على طريقته الخاصة، واراد ان يبقي ذكرى بيسان حية في قلوب الجميع وفي عقولهم، فأخبر صديقه الفنان علاء الامين ، الملحن والمغني، فقام علاء وهو مهندس ميكانيك ولكنه موهوب موسيقياً ، بوضع كلمات مؤثرة جداً ولحن حزين حنون اكثر تأثيراً وغنى بصوته الدافئ والشجي اغنية ( بيسان ) ...
حظيت الاغنية بنجاح كبير واخذ اصدقاء بيسان يتناقلوها عبر هواتفهم وحواسيبهم، وحتى ان شركة انتاج فنية معروفة عرضت على علاء انتاج فيديو كليب للاغنية لكنه تريث في الموافقة .
يقول خضر : اردت ان اخلدها في اغنية وهي التي تستحق اكثر من هذا بكثير،ومهما تحدثت لاصف حزني واسفي على وفاتها فلن اتمكن من التعبير ولو عن جزء يسير مما يوجد في داخلي .
ويتابع : كل من سمع الاغنية احبها ووجد نفسه بها ، وهكذا كانت بيسان موجودة في كل واحد منا ...
اما علاء الامين، المهندس الشاب ، والموهوب موسيقياً وصاحب الصوت الحنون فقال انه تأثر كثيراً برحيل بيسان ولهذا كانت اغنيته نابعة من القلب وتعبر عن مشاعر صادقة .
وتحدث علاء عن امكانية تحويل الاغنية الى فيديو كليب ولكنه اكد انه لا زال من المبكر الحديث عن الامر ...
ختاماً، المؤسف ان زهرة نيسان رحلت وهي فتاة نادرة ومميزة ولا تعوض بسهولة، والحزن في قلوب والدتها ومحبيها لن ينتهي ابداً .....
اضغط هنا لتحميل الاغنية